خدمات تلفن همراه

قرآن تبيان- جزء 6 - حزب 11 - سوره نساء - صفحه 102


لَّا یُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ وَکَانَ اللَّهُ سَمِیعًا عَلِیمًا
148 - ( إلا من ظلم ) إلا جهر من ظلم استثني من الجهر الذي لا يحبه الله جهر المظلوم . و هو أن يدعو علي الظالم و يذكره بما فيه من السوء . و قيل : هو أن يبدأ بالشتيمة فيرد علي الشاتم ( و لمن انتصر بعد ظلمة ) و قيل : ضاف رجل قوما فلم يطعموه ، فأصبح شاكيا ، فعوتب علي الشكاية فنزلت ، و قرئ ( إلا من ظلم ) علي البناء للفاعل للا نقطاع . أي و لكن الظالم راكب ما لا يحبه الله فيجهر بالسوء . و يجوز أن يكون ( من ظلم ) مرفوعا ، كأنه قيل : لا يحب الله الجهر بالسوء ، إلا الظالم علي لغة من يقول : ما جاءني زيد إلا عمرو ، بمعني ما جاءني إلا عمرو . و منه ( لا يعلم من في السموات و الأرض الغيب إلا الله )
إِن تُبْدُوا خَیْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ کَانَ عَفُوًّا قَدِیرًا
149 - ثم حث علي العفو ، و أن لا يجهر أحد لأحد بسوء و إن كان علي وجه الانتصار ، بعد ما أطلق الجهر به وجعله محبوبا ، حثا علي الأحب إليه و الأفضل عنده و الأدخل في الكرم و التخشع و العبودية ، و ذكر إبداء الخير و إخفاءه تشبيها للعفو ، ثم عطفه عليهما اعتدادا به وتنبيها علي منزلته ، و أن له مكانا في باب الخير و سيطا . و الدليل علي أن العفو هو الغرض المقصود بذكر إبداء الخير و إخفائه قوله ( فإن الله عفوا قديرا ) أي يعفو عن الجانين مع قدرته علي الانتقام ، فعليكم أن تقتدوا بسنة الله .
إِنَّ الَّذِینَ یَکْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَیُرِیدُونَ أَن یُفَرِّقُوا بَیْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَیَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَکْفُرُ بِبَعْضٍ وَیُرِیدُونَ أَن یَتَّخِذُوا بَیْنَ ذَلِکَ سَبِیلًا
150 - جعل الذين آمنوا بالله و كفروا برسله أو آمنوا بالله و ببعض رسله و كفروا ببعض كافرين بالله و رسله جميعا لما ذكرنا من العلة ، و معني اتخاذهم بين ذلك سبيلا : أن يتخذا دينا و سطا بين الإيمان و الكفر كقوله ( و لا تجهر بصلاتك و لا تخافت بها و اتبع بين ذلك سبيلا ) أي طريقا و سطا في القراءة و هو ما بين الجهر و المخافتة . و قد أخطؤا ، فإنه لا واسطة بين الكفر و الإيمان و لذلك قال .
أُولَئِکَ هُمُ الْکَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْکَافِرِینَ عَذَابًا مُّهِینًا
151 - ( أولئك هم الكافرون حقا ) أي هم الكاملون في الكفر . و ( حقا ) تأكيد لمضمون الجملة ، كقولك : هو عبد الله حقا ، أي حق ذلك حقا ، و هو كونهم كاملين في الكفر ، أو هو صفة لمصدر الكافرين ، أي هم الذين كفروا كفرا حقا ثابتا يقينا لا شك فيه .
وَالَّذِینَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ یُفَرِّقُوا بَیْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُولَئِکَ سَوْفَ یُؤْتِیهِمْ أُجُورَهُمْ وَکَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِیمًا
152 - فإن قلت : كيف جاز دخول ( بين ) علي ( أحد ) و هو يقتضي شيئين فصاعدا ؟ قلت : إن أحدا عام في الواحد المذكر و المؤنث و تثنيتها و جمعهما ، تقول : ما رأيت أحدا، فتقصد العموم ، ألا تراك تقول : إلا بني فلان ، و إلا بنات فلان ، فالمعني : و لم يفرقوا بين اثنين منهم أو بين جماعة و منه قوله تعالي ( لستن كأحد من النساء ) ، ( سوف يؤتيهم أجورهم ) معناه : أن إيتاءها كائن لا محالة و إن تأخر فالغرض به توكيد الوعد و تثبيته لا كونه متأخرا .
یَسْأَلُکَ أَهْلُ الْکِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَیْهِمْ کِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَکْبَرَ مِن ذَلِکَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَیِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِکَ وَآتَیْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُّبِینًا
153 - روي أن كعب بن الأشرف و فنحاص بن عازورا و غيرهما قالوا لرسول الله صلي الله عليه و سلم : إن كنت نبيا صادقا فأتنا بكتاب من السماء جملة كما أتي به موسي . فنزلت . و قيل : كتابا إلي فلان و كتابا إلي فلان أنك رسول الله ، و قيل : كتابا نعاينه حين ينزل . و إنما اقترحوا ذلك علي سبيل التعنت ، قال الحسن : و لو سألوه لكي يتبينوا الحق لأعطاهم ، و فيما آتاهم كفاية ( فقد سألوا موسي ) جواب لشرط مقدر . معناه : إن استكبرت ما سألوه منك فقد سألوا موسي ( أكبر من ذلك ) و إنما أسند السؤال إليهم و إن وجد من آبائهم في أيام موسي و هم النقباء السبعون ، لأنهم كانوا علي مذهبهم و راضين بسؤالهم و مضاهين لهم في التعنت ( جهرة ) عيانا بمعني أرناه نره جهرة ( بظلمهم ) بسبب سؤالهم الرؤية . و لو طلبوا أمرا جائزا لما سموا ظالمين و لما أخذتهم الصاعقة ، كما سأل إبراهيم عليه السلام أن يريه إحياء الموتي فلم يسمه ظالما و لا رماه بالصاعقة ، فتبا للمشبهة و رميا بالصواعق ( آتينا موسي سلطانا مبينا ) تسلطا و استيلاء ظاهرا عليهم حين أمرهم بأن يقتلوا أنفسهم حتي يتاب عليهم فأطاعوه ، و احتبوا بأفنيتهم و السيوف تتساقط عليهم فيالك من سلطان مبين .
وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِیثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لَا تَعْدُوا فِی السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّیثَاقًا غَلِیظًا
154 - ( بميثاقهم ) بسبب ميثاقهم ليخافوا فلا ينقضوه ( و قلنا لهم ) و الطور مطل عليهم ( ادخلوا الباب سجدا ) و لا تعدوا في السبت ، و قد أخذ منهم الميثاق علي ذلك ، و قولهم سمعنا و أطعنا ، و معاهدتهم علي أن يتموا عليه ثم نقضوه بعد . و قرئ : لا تعتدوا . و لا تعدوا ، بادغام التاء في الدال .

صفحه : 102
بزرگتر  کوچکتر  بدون ترجمه  انتخاب  فهرست  جستجو  صفحه بعد  صفحه قبل 
اگر این صفحه عملکرد مناسبی ندارد
از این لینک کمکی استفاده فرمایید .
 
قرآن  عثمان طه با کیفیت بالا صفحه 102
تصویر  انتخاب  فهرست  جستجو  صفحه بعد  صفحه قبل 
اگر این صفحه عملکرد مناسبی ندارد
از این لینک کمکی استفاده فرمایید .
 

148 - ( إلا من ظلم ) إلا جهر من ظلم استثني من الجهر الذي لا يحبه الله جهر المظلوم . و هو أن يدعو علي الظالم و يذكره بما فيه من السوء . و قيل : هو أن يبدأ بالشتيمة فيرد علي الشاتم ( و لمن انتصر بعد ظلمة ) و قيل : ضاف رجل قوما فلم يطعموه ، فأصبح شاكيا ، فعوتب علي الشكاية فنزلت ، و قرئ ( إلا من ظلم ) علي البناء للفاعل للا نقطاع . أي و لكن الظالم راكب ما لا يحبه الله فيجهر بالسوء . و يجوز أن يكون ( من ظلم ) مرفوعا ، كأنه قيل : لا يحب الله الجهر بالسوء ، إلا الظالم علي لغة من يقول : ما جاءني زيد إلا عمرو ، بمعني ما جاءني إلا عمرو . و منه ( لا يعلم من في السموات و الأرض الغيب إلا الله )

149 - ثم حث علي العفو ، و أن لا يجهر أحد لأحد بسوء و إن كان علي وجه الانتصار ، بعد ما أطلق الجهر به وجعله محبوبا ، حثا علي الأحب إليه و الأفضل عنده و الأدخل في الكرم و التخشع و العبودية ، و ذكر إبداء الخير و إخفاءه تشبيها للعفو ، ثم عطفه عليهما اعتدادا به وتنبيها علي منزلته ، و أن له مكانا في باب الخير و سيطا . و الدليل علي أن العفو هو الغرض المقصود بذكر إبداء الخير و إخفائه قوله ( فإن الله عفوا قديرا ) أي يعفو عن الجانين مع قدرته علي الانتقام ، فعليكم أن تقتدوا بسنة الله .

150 - جعل الذين آمنوا بالله و كفروا برسله أو آمنوا بالله و ببعض رسله و كفروا ببعض كافرين بالله و رسله جميعا لما ذكرنا من العلة ، و معني اتخاذهم بين ذلك سبيلا : أن يتخذا دينا و سطا بين الإيمان و الكفر كقوله ( و لا تجهر بصلاتك و لا تخافت بها و اتبع بين ذلك سبيلا ) أي طريقا و سطا في القراءة و هو ما بين الجهر و المخافتة . و قد أخطؤا ، فإنه لا واسطة بين الكفر و الإيمان و لذلك قال .

151 - ( أولئك هم الكافرون حقا ) أي هم الكاملون في الكفر . و ( حقا ) تأكيد لمضمون الجملة ، كقولك : هو عبد الله حقا ، أي حق ذلك حقا ، و هو كونهم كاملين في الكفر ، أو هو صفة لمصدر الكافرين ، أي هم الذين كفروا كفرا حقا ثابتا يقينا لا شك فيه .

152 - فإن قلت : كيف جاز دخول ( بين ) علي ( أحد ) و هو يقتضي شيئين فصاعدا ؟ قلت : إن أحدا عام في الواحد المذكر و المؤنث و تثنيتها و جمعهما ، تقول : ما رأيت أحدا، فتقصد العموم ، ألا تراك تقول : إلا بني فلان ، و إلا بنات فلان ، فالمعني : و لم يفرقوا بين اثنين منهم أو بين جماعة و منه قوله تعالي ( لستن كأحد من النساء ) ، ( سوف يؤتيهم أجورهم ) معناه : أن إيتاءها كائن لا محالة و إن تأخر فالغرض به توكيد الوعد و تثبيته لا كونه متأخرا .

153 - روي أن كعب بن الأشرف و فنحاص بن عازورا و غيرهما قالوا لرسول الله صلي الله عليه و سلم : إن كنت نبيا صادقا فأتنا بكتاب من السماء جملة كما أتي به موسي . فنزلت . و قيل : كتابا إلي فلان و كتابا إلي فلان أنك رسول الله ، و قيل : كتابا نعاينه حين ينزل . و إنما اقترحوا ذلك علي سبيل التعنت ، قال الحسن : و لو سألوه لكي يتبينوا الحق لأعطاهم ، و فيما آتاهم كفاية ( فقد سألوا موسي ) جواب لشرط مقدر . معناه : إن استكبرت ما سألوه منك فقد سألوا موسي ( أكبر من ذلك ) و إنما أسند السؤال إليهم و إن وجد من آبائهم في أيام موسي و هم النقباء السبعون ، لأنهم كانوا علي مذهبهم و راضين بسؤالهم و مضاهين لهم في التعنت ( جهرة ) عيانا بمعني أرناه نره جهرة ( بظلمهم ) بسبب سؤالهم الرؤية . و لو طلبوا أمرا جائزا لما سموا ظالمين و لما أخذتهم الصاعقة ، كما سأل إبراهيم عليه السلام أن يريه إحياء الموتي فلم يسمه ظالما و لا رماه بالصاعقة ، فتبا للمشبهة و رميا بالصواعق ( آتينا موسي سلطانا مبينا ) تسلطا و استيلاء ظاهرا عليهم حين أمرهم بأن يقتلوا أنفسهم حتي يتاب عليهم فأطاعوه ، و احتبوا بأفنيتهم و السيوف تتساقط عليهم فيالك من سلطان مبين .

154 - ( بميثاقهم ) بسبب ميثاقهم ليخافوا فلا ينقضوه ( و قلنا لهم ) و الطور مطل عليهم ( ادخلوا الباب سجدا ) و لا تعدوا في السبت ، و قد أخذ منهم الميثاق علي ذلك ، و قولهم سمعنا و أطعنا ، و معاهدتهم علي أن يتموا عليه ثم نقضوه بعد . و قرئ : لا تعتدوا . و لا تعدوا ، بادغام التاء في الدال .

مشخصات :
قرآن تبيان- جزء 6 - حزب 11 - سوره نساء - صفحه 102
قرائت ترتیل سعد الغامدی-آيه اي-باکیفیت(MP3)
بصورت فونتی ، رسم الخط quran-simple-enhanced ، فونت قرآن طه
با اندازه فونت 25px
بصورت تصویری ، قرآن عثمان طه با کیفیت بالا

مشخصات ترجمه یا تفسیر :
تفسیر کشاف

انتخاب  فهرست  جستجو  صفحه بعد  صفحه قبل 
اگر این صفحه عملکرد مناسبی ندارد
از این لینک کمکی استفاده فرمایید .
 
خدمات تلفن همراه
مراجعه: 92,752,629