خدمات تلفن همراه

قرآن تبيان- جزء 7 - حزب 13 - سوره مائده - صفحه 121


قُلْ یَا أَهْلَ الْکِتَابِ لَا تَغْلُوا فِی دِینِکُمْ غَیْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا کَثِیرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِیلِ
77 - ( غير الحق ) صفة للمصدر أي لا تغلوا في دينكم غلوا غير الحق أي غلوا باطلا : لأن الغلو في الدين غلوان غلو حق ، و هو أن يفحص عن حقائقه و يفتش عن أباعد معانيه ، و يجتهد في تحصيل حججه كما يفعل المتكلمون من أهل العدل و التوحيد رضوان الله عليهم . و غلو باطل و هو أن يتجاوز الحق و يتخطاه بالإعراض عن الأدلة و اتباع الشبه ، كما يفعل أهل الأهواء و البدع ( قد ضلوا من قبل ) هم أئمتهم في النصرانية ، كانوا علي الضلال قبل مبعث النبي صلي الله عليه و سلم ( و أضلوا كثيرا ) ممن شايعهم علي التثليت ( و ضلوا ) لما بعث رسول الله صلي الله عليه و سلم ( عن سواء السبيل ) حين كذبوه و حسدوه و بغوا عليه .
لُعِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا مِن بَنِی إِسْرَائِیلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِیسَى ابْنِ مَرْیَمَ ذَلِکَ بِمَا عَصَوا وَّکَانُوا یَعْتَدُونَ
78 - نزل الله لعنهم في الزبور ( علي لسان داود ) و في الإنجيل علي لسان عيسي . و قيل إن أهل أيلة ، لما اعتدوا في السبت قال داود عليه السلام : اللهم العنهم و اجعلهم آية ، فمسخوا قردة . و لما كفر أصحاب عيسي عليه السلام بعد المائدة قال عيسي عليه السلام اللهم عذب من كفر بعد ما أكل من المائدة عذابا لم تعذبه أحدا من العالمين ، و العنهم كما لعنت أصحاب السبت ، فأصبحوا خنازير و كانوا خمسة آلاف رجل ، ما فيهم امرأة و لا صبي ( ذلك بما عصوا ) أي لم يكن ذلك اللعن الشنيع الذي كان سبب المسخ ، إلا لأجل المعصية و الاعتداء ، لا لشي ء آخر ، ثم فسر المعصية و الاعتداء بقوله .
کَانُوا لَا یَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنکَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا کَانُوا یَفْعَلُونَ
79 - ( كانوا لا يتناهون ) لا ينهي بعضهم بعضا ( عن منكر فعلوه ) ثم قال ( لبئس ما كانوا يفعلون ) للتعجب من سوء فعلهم ، مؤكدا لذلك بالقسم ، فياحسرة علي المسلمين في إعراضهم عن باب التناهي عن المناكير ، و قلة عبئهم به ، كأنه ليس من ملة الإسلام في شي ء مع ما يتلون من كلام الله و ما فيه من المبالغات في هذا الباب . فان قلت : كيف وقع ترك التناهي عن المنكر تفسيرا للمعصية و الاعتداء ؟ قلت : من قبل أن الله تعالي أمر بالتناهي ، فكان الإخلال به معصية و هو اعتداء ، لأن في التناهي حسما للفساد فكان تركه علي عكسه . فإن قلت : ما معني وصف المنكر بفعلوه ، و لا يكون النهي بعد الفعل ؟ قلت : معناه لا يتناهون عن منكر فعلوه ، أو عن مثل منكر فعلوه ، أو عن منكر أرادوا فعله ، كما تري أمارات الخوض في الفسق و آلاته تسوي و تهيا فتنكر . و يجوز أن يراد : لا ينتهون و لا يمتنعون عن منكر فعلوه ، بل يصبرون عليه و يداومون علي فعله . يقال : تناهي عن الأمر و انتهي عنه إذا امتنع منه و تركه .
تَرَى کَثِیرًا مِّنْهُمْ یَتَوَلَّوْنَ الَّذِینَ کَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَفِی الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ
80 - ( تري كثيرا منهم ) هم منافقوا أهل الكتاب ، كانوا يوالون المشركين و يصافونهم ( أن سخط الله عليهم ) هو المخصوص بالذم ، و محله الرفع ، كأنه قيل : لبئس زادهم إلي الَخرة سخط الله عليهم . و المعني : موجب سخط الله .
وَلَوْ کَانُوا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِیِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَیْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِیَاءَ وَلَکِنَّ کَثِیرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ
81 - ( و لو كانوا يؤمنون ) إيمانا خالصا غير نفاق ما اتخذوا المشركين ( أولياء ) يعني أن موالاة المشركين كفي بها دليلا علي نفاقهم ، و أن إيمانهم ليس بإيمان ( ولكن كثيرا منهم فاسقون ) متمردون في كفرهم و نفاقهم . و قيل معناه : و لو كانوا يؤمنون بالله و موسي كما يدعون ، ما اتخذوا المشركين أولياء كما لم يوالهم المسلمون .
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِینَ آمَنُوا الْیَهُودَ وَالَّذِینَ أَشْرَکُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِکَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّیسِینَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا یَسْتَکْبِرُونَ
82 - وصف الله شدة شكيمة اليهود و صعوبة إجابتهم إلي الحق و لين عريكة النصاري و سهولة ارعوائهم و ميلهم إلي الإسلام ، و جعل اليهود قرناء المشركين في شدة العداوة للمؤمنين ، بل نبه علي تقدم قدمهم فيها بتقديمهم علي الذين أشركوا ، و كذلك فعل في قوله ( و لتجدنهم أحرص الناس علي حياة و من الذين أشركوا ) و لعمري إنهم لكذلك و أشد . و عن النبي صلي الله عليه و سلم " ما خلا يهوديان بمسلم إلا هما بقتله " و علل سهولة مأخذ النصاري و قرب مودتهم للمؤمنين ( بأن منهم قسيسين و رهبانا ) أي علماء عبادا ( و أنهم ) قوم فيهم تواضع و استكانة و لا كبر فيهم ، و اليهود علي خلاف ذلك . و فيه دليل بين علي أن التعلم أنفع شي ء و أهداه إلي الخير و أدله علي الفوز حتي علم القسيسين ، و كذلك غم الَخرة و التحدث بالعاقبة و إن كان في راهب ، و البراءة من الكبر و إن كانت في نصراني . و وصفهم الله برقة القلوب و أنهم يبكون عند استماع القرآن ، و ذلك نحو ما يحكي عن النجاشي رضي الله عنه أنه قال لجعفر بن أبي طالب حين اجتمع في مجلسه المهاجرون إلي الحبشة و المشركون لعنوا و هم يغرونه عليهم و يتطلبون عنتهم عنده : هل في كتابكم ذكر مريم ؟ قال جعفر : فيه سورة تنسب إليها ، فقرأها إلي قوله ( ذلك عيسي ابن مريم ) و قرأ سورة طه إلي قوله ( و هل أتاك حديث موسي ) فبكي النجاشي و كذلك فعل قومه الذين و فدوا علي رسول الله صلي الله عليه و سلم و هم سبعون رجلا حين قرأ عليهم رسول الله صلي الله عليه و سلم سورة يس ، فبكوا . فإن قلت : بم تعلقت اللام في قوله ( للذين آمنوا ) ؟ قلت : بعداوة و مودة ، علي أن عداوة اليهود النبي اختصت المؤمنين أشد العدوات و أظهرها ، و أن مودة النصاري التي اختصت المؤمنين أقرب المودات ، و أدناها وجودا ، و أسهلها حصولا . و وصف اليهود بالعداوة و النصاري بالمودة مما يؤذن بالتفاوت ، ثم وصف العداوة و المودة بالأشد و الأقرب .

صفحه : 121
بزرگتر  کوچکتر  بدون ترجمه  انتخاب  فهرست  جستجو  صفحه بعد  صفحه قبل 
اگر این صفحه عملکرد مناسبی ندارد
از این لینک کمکی استفاده فرمایید .
 
قرآن  عثمان طه با کیفیت بالا صفحه 121
تصویر  انتخاب  فهرست  جستجو  صفحه بعد  صفحه قبل 
اگر این صفحه عملکرد مناسبی ندارد
از این لینک کمکی استفاده فرمایید .
 

77 - ( غير الحق ) صفة للمصدر أي لا تغلوا في دينكم غلوا غير الحق أي غلوا باطلا : لأن الغلو في الدين غلوان غلو حق ، و هو أن يفحص عن حقائقه و يفتش عن أباعد معانيه ، و يجتهد في تحصيل حججه كما يفعل المتكلمون من أهل العدل و التوحيد رضوان الله عليهم . و غلو باطل و هو أن يتجاوز الحق و يتخطاه بالإعراض عن الأدلة و اتباع الشبه ، كما يفعل أهل الأهواء و البدع ( قد ضلوا من قبل ) هم أئمتهم في النصرانية ، كانوا علي الضلال قبل مبعث النبي صلي الله عليه و سلم ( و أضلوا كثيرا ) ممن شايعهم علي التثليت ( و ضلوا ) لما بعث رسول الله صلي الله عليه و سلم ( عن سواء السبيل ) حين كذبوه و حسدوه و بغوا عليه .

78 - نزل الله لعنهم في الزبور ( علي لسان داود ) و في الإنجيل علي لسان عيسي . و قيل إن أهل أيلة ، لما اعتدوا في السبت قال داود عليه السلام : اللهم العنهم و اجعلهم آية ، فمسخوا قردة . و لما كفر أصحاب عيسي عليه السلام بعد المائدة قال عيسي عليه السلام اللهم عذب من كفر بعد ما أكل من المائدة عذابا لم تعذبه أحدا من العالمين ، و العنهم كما لعنت أصحاب السبت ، فأصبحوا خنازير و كانوا خمسة آلاف رجل ، ما فيهم امرأة و لا صبي ( ذلك بما عصوا ) أي لم يكن ذلك اللعن الشنيع الذي كان سبب المسخ ، إلا لأجل المعصية و الاعتداء ، لا لشي ء آخر ، ثم فسر المعصية و الاعتداء بقوله .

79 - ( كانوا لا يتناهون ) لا ينهي بعضهم بعضا ( عن منكر فعلوه ) ثم قال ( لبئس ما كانوا يفعلون ) للتعجب من سوء فعلهم ، مؤكدا لذلك بالقسم ، فياحسرة علي المسلمين في إعراضهم عن باب التناهي عن المناكير ، و قلة عبئهم به ، كأنه ليس من ملة الإسلام في شي ء مع ما يتلون من كلام الله و ما فيه من المبالغات في هذا الباب . فان قلت : كيف وقع ترك التناهي عن المنكر تفسيرا للمعصية و الاعتداء ؟ قلت : من قبل أن الله تعالي أمر بالتناهي ، فكان الإخلال به معصية و هو اعتداء ، لأن في التناهي حسما للفساد فكان تركه علي عكسه . فإن قلت : ما معني وصف المنكر بفعلوه ، و لا يكون النهي بعد الفعل ؟ قلت : معناه لا يتناهون عن منكر فعلوه ، أو عن مثل منكر فعلوه ، أو عن منكر أرادوا فعله ، كما تري أمارات الخوض في الفسق و آلاته تسوي و تهيا فتنكر . و يجوز أن يراد : لا ينتهون و لا يمتنعون عن منكر فعلوه ، بل يصبرون عليه و يداومون علي فعله . يقال : تناهي عن الأمر و انتهي عنه إذا امتنع منه و تركه .

80 - ( تري كثيرا منهم ) هم منافقوا أهل الكتاب ، كانوا يوالون المشركين و يصافونهم ( أن سخط الله عليهم ) هو المخصوص بالذم ، و محله الرفع ، كأنه قيل : لبئس زادهم إلي الَخرة سخط الله عليهم . و المعني : موجب سخط الله .

81 - ( و لو كانوا يؤمنون ) إيمانا خالصا غير نفاق ما اتخذوا المشركين ( أولياء ) يعني أن موالاة المشركين كفي بها دليلا علي نفاقهم ، و أن إيمانهم ليس بإيمان ( ولكن كثيرا منهم فاسقون ) متمردون في كفرهم و نفاقهم . و قيل معناه : و لو كانوا يؤمنون بالله و موسي كما يدعون ، ما اتخذوا المشركين أولياء كما لم يوالهم المسلمون .

82 - وصف الله شدة شكيمة اليهود و صعوبة إجابتهم إلي الحق و لين عريكة النصاري و سهولة ارعوائهم و ميلهم إلي الإسلام ، و جعل اليهود قرناء المشركين في شدة العداوة للمؤمنين ، بل نبه علي تقدم قدمهم فيها بتقديمهم علي الذين أشركوا ، و كذلك فعل في قوله ( و لتجدنهم أحرص الناس علي حياة و من الذين أشركوا ) و لعمري إنهم لكذلك و أشد . و عن النبي صلي الله عليه و سلم " ما خلا يهوديان بمسلم إلا هما بقتله " و علل سهولة مأخذ النصاري و قرب مودتهم للمؤمنين ( بأن منهم قسيسين و رهبانا ) أي علماء عبادا ( و أنهم ) قوم فيهم تواضع و استكانة و لا كبر فيهم ، و اليهود علي خلاف ذلك . و فيه دليل بين علي أن التعلم أنفع شي ء و أهداه إلي الخير و أدله علي الفوز حتي علم القسيسين ، و كذلك غم الَخرة و التحدث بالعاقبة و إن كان في راهب ، و البراءة من الكبر و إن كانت في نصراني . و وصفهم الله برقة القلوب و أنهم يبكون عند استماع القرآن ، و ذلك نحو ما يحكي عن النجاشي رضي الله عنه أنه قال لجعفر بن أبي طالب حين اجتمع في مجلسه المهاجرون إلي الحبشة و المشركون لعنوا و هم يغرونه عليهم و يتطلبون عنتهم عنده : هل في كتابكم ذكر مريم ؟ قال جعفر : فيه سورة تنسب إليها ، فقرأها إلي قوله ( ذلك عيسي ابن مريم ) و قرأ سورة طه إلي قوله ( و هل أتاك حديث موسي ) فبكي النجاشي و كذلك فعل قومه الذين و فدوا علي رسول الله صلي الله عليه و سلم و هم سبعون رجلا حين قرأ عليهم رسول الله صلي الله عليه و سلم سورة يس ، فبكوا . فإن قلت : بم تعلقت اللام في قوله ( للذين آمنوا ) ؟ قلت : بعداوة و مودة ، علي أن عداوة اليهود النبي اختصت المؤمنين أشد العدوات و أظهرها ، و أن مودة النصاري التي اختصت المؤمنين أقرب المودات ، و أدناها وجودا ، و أسهلها حصولا . و وصف اليهود بالعداوة و النصاري بالمودة مما يؤذن بالتفاوت ، ثم وصف العداوة و المودة بالأشد و الأقرب .

مشخصات :
قرآن تبيان- جزء 7 - حزب 13 - سوره مائده - صفحه 121
قرائت ترتیل سعد الغامدی-آيه اي-باکیفیت(MP3)
بصورت فونتی ، رسم الخط quran-simple-enhanced ، فونت قرآن طه
با اندازه فونت 25px
بصورت تصویری ، قرآن عثمان طه با کیفیت بالا

مشخصات ترجمه یا تفسیر :
تفسیر کشاف

انتخاب  فهرست  جستجو  صفحه بعد  صفحه قبل 
اگر این صفحه عملکرد مناسبی ندارد
از این لینک کمکی استفاده فرمایید .
 
خدمات تلفن همراه
مراجعه: 93,676,171