خدمات تلفن همراه

قرآن تبيان- جزء 1 - حزب 2 - سوره بقره - صفحه 21


وَقَالُوا کُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِیمَ حَنِیفًا وَمَا کَانَ مِنَ الْمُشْرِکِینَ
135 - (بل ملة إبراهيم ) بل تكون ملة إبراهيم أي أهل ملته كقول عدي بن حاتم "إني من دين " يريد من أهل دين . و قيل : بل نتبع ملة إبراهيم . و قرئ: (ملة إبراهيم ) بالرفع ، أي ملته ملتنا، أو أمرنا ملته ، أو نحن ملته بمعني أهل ملته . و (حنيفا) حال من المضاف إليه ، كقولك : رأيت وجه هند قائمة. و الحنيف : المائل عن كل دين باطل إلي دين الحق . و الحنف : الميل في القدمين . و تحنف إذا مال . و أنشد: ولكنا خلقنا إذ خلقنا حنيفا ديننا عن كل دين (و ما كان من المشركين ) تعريض بأهل الكتاب و غيرهم لان كلا منهم يدعي اتباع إبراهيم وهو علي الشرك (قولوا) خطاب للمؤمنين . و يجوز أن يكون خطابا للكافرين ، أي قولوا لتكونوا علي الحق ، و إلا فأنتم علي الباطل و كذلك قوله (بل ملة إبراهيم ) يجوز أن يكون علي : بل اتبعوا أنتم ملة إبراهيم ، أو كونوا أهل ملته .
قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَیْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِیمَ وَإِسْمَاعِیلَ وَإِسْحَاقَ وَیَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِیَ مُوسَى وَعِیسَى وَمَا أُوتِیَ النَّبِیُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
136 - و السبط: الحافد. و كان الحسن و الحسين سبطي رسول الله صلي الله عليه و سلم (و الاسباط) حفدة يعقوب ذراري أبنائه الاثني عشر (لا نفرق بين أحد منهم ) لا نؤمن ببعض و نكفر ببعض كما فعلت اليهود و النصاري . و (أحد) في معني الجماعة. و لذلك صح دخول (بين ) عليه
فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِی شِقَاقٍ فَسَیَکْفِیکَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ
137 - (بمثل ما آمنتم به ) من باب التبكيت ، لان دين الحق و احد لا مثل له وهو دين الاسلام (و من يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه ) فلا يوجد إذا دين آخر يماثل دين الاسلام في كونه حقا، حتي إن آمنوا بذلك الدين المماثل له كانوا مهتدين ، فقيل : فإن آمنوا بكلمة الشك علي سبيل الفرض و التقدير، أي : فإن حصلوا دينا آخر مثل دينكم مساويا له في الصحة و السداد فقد اهتدوا. و فيه أن دينهم الذي هم عليه و كل دين سواه مغاير له غير مماثل ، لانه حق و هدي و ما سواه باطل و ضلال . و نحو هذا قولك للرجل الذي تشير عليه . هذا هو الرأي الصواب ، فإن كان عندك رأي أصوب منه فاعمل به ، و قد علمت أن لا أصوب من رأيك . ولكنك تريد تبكيت صاحبك ، و توقيفه علي أن ما رأيت لا رأي وراءه . و يجوز أن لا تكون الباء صلة و تكون باء الاستعانة، كقولك : كتبت بالقلم ، و عملت بالقدوم أي فإن دخلوا في الايمان بشهادة مثل شهادتكم التي آمنتم بها. و قرأ ابن عباس و ابن مسعود: بما آمنتم به ، و قرأ أبي : بالذي آمنتم به . (و إن تولوا) عما تقولون لهم و لم ينصفوا فما هم إلا (في شقاق ) أي في مناوأة و معاندة لا غير، و ليسوا من طلب الحق في شي ء. أو: و إن تولوا عن الشهادة و الدخول في الايمان بها (فسيكفيكهم الله ) ضمان من الله لاظهار رسول الله صلي الله عليه و سلم عليهم ، و قد أنجز و عده بقتل قريظة و سبيهم و إجلاء بني النضير. و معني السين أن ذلك كائن لا محالة و إن تأخر إلي حين (وهو السميع العليم ) و عيد لهم ، أي يسمع ما ينطقون به ، و يعلم ما يضمرون من الحسد و الغل وهو معاقبهم عليه . أو وعد لرسول الله صلي الله عليه و سلم بمعني : يسمع ما تدعو به و يعلم نيتك و ما تريده من إظهار دين الحق ، وهو مستجيب لك و موصلك إلي مرادك .
صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ
138 - (صبغة الله ) مصدر مؤكد منتصب علي قوله (آمنا بالله ) كما انتصب (وعد الله ) عما تقدمه ، وهي "فعلة" من صبغ ، كالجلسة من جلس ، وهي الحالة التي يقع عليها الصبغ و المعني : تطهير الله ، لان الايمان يطهر النفوس . و الاصل فيه أن النصاري كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه المعمودية، و يقولون : هو تطهير لهم ، و إذا فعل الواحد منهم بولده ذلك قال : الان صار نصرانيا حقا، فأمر المسلمون بأن يقولوا لهم : قولوا آمنا بالله ، و صبغنا الله بالايمان صبغة لا مثل صبغتنا، و طهرنا به تطهيرا لامثل تطهيرنا. أو يقول المسلمون . صبغنا الله بالايمان صبغته ولم نصبغ صبغتكم . و إنما جي ء بلفظ الصبغة علي طريقة المشاكلة، كما تقول لمن يغرس الاشجار: اغرس كما يغرس فلان ، تريد رجلا يصطنع الكرم (و من أحسن من الله صبغة) يعني أنه يصبغ عباده بالايمان ، و يطهرهم به من أوضار الكفر فلا صبغة أحسن من صبغته . و قوله (و نحن له عابدون ) عطف علي آمنا بالله . و هذا العطف يرد قول من زعم أن ( صبغة الله ) بدل من (ملة إبراهيم ) أو نصب علي الاغراء بمعني : عليكم صبغة الله ، لما فيه من فك النظم و إخراج الكلام عن التئامه و اتساقه ، و انتصابها علي أنها مصدر مؤكد هو الذي ذكره سيبويه ، و القول ما قالت حذام .
قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِی اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّکُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَکُمْ أَعْمَالُکُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ
139 - قرأ زيد بن ثابت (أتحاجونا) بإدغام النون . و المعني : أتجادلوننا في شأن الله و اصطفائه النبي من العرب دونكم ، و تقولون : لو أنزل الله علي أحد لانزل علينا، و ترونكم أحق بالنبوة منا (وهو ربنا و ربكم ) نشترك جميعا في أننا عباده ، وهو ربنا، وهو يصيب برحمته و كرامته من يشاء من عباده ، هم فوضي في ذلك لا يختص به عجمي دون عربي إذا كان أهلا للكرامة (و لنا أعمالنا و لكم أعمالكم ) يعني أن العمل هو أساس الامر و به العبرة، و كما أن لكم أعمالا يعتبرها الله في إعطاء الكرامة و منعها فنحن كذلك . ثم قال (و نحن له مخلصون ) فجاء بما هو سبب الكرامة، أي و نحن له موحدون نخلصه بالايمان فلا تستبعدوا أن يؤهل أهل إخلاصه لكرامته بالنبوة، و كانوا يقولون : نحن أحق بأن تكون النبوة فينا، لانا أهل كتاب و العرب عبدة أو ثان
أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِیمَ وَإِسْمَاعِیلَ وَإِسْحَاقَ وَیَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ کَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن کَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
140 - (أم تقولون ) يحتمل فيمن قرأ بالتاء أن تكون أم معادلة للهمزة في (أتحاجوننا) بمعني أي الامرين تأتون : ألمحاجة في حكمة الله أم ادعاء اليهودية و النصرانية علي الانبياء ؟ و المراد بالاستفهام عنهما إنكارهما معا ، و أن تكون منقطعة بمعني : بل أتقولون ، و الهمزة للانكار أيضا ، و فيمن قرأ بالياء لا تكون إلا منقطعة (قل أأنتم أعلم أم الله ) يعني أن الله شهد لهم بملة الاسلام في قوله (ما كان إبراهيم يهوديا و لا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما) . (و من أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ) أي كتم شهادة الله التي عنده أنه شهد بها و هي شهادته لابراهيم بالحنيفية . و يحتمل معنيين : أحدهما أن أهل الكتاب لا أحد أظلم منهم ، لانهم كتموا هذه الشهادة و هم عالمون بها. و الثاني : أنا لو كتمنا هذه الشهادة لم يكن أحد أظلم منا فلا نكتمها . و فيه تعريض بكتمانهم شهادة الله لمحمد صلي الله عليه و سلم بالنبوة في كتبهم و سائر شهاداته . (و من ) في قوله (شهادة عنده من الله ) مثلها في قولك : هذه شهادة مني لفلان إذا شهدت له ، و مثله (براءة من الله و رسوله )
تِلْکَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا کَسَبَتْ وَلَکُم مَّا کَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا کَانُوا یَعْمَلُونَ
141 - (أم تقولون ) يحتمل فيمن قرأ بالتاء أن تكون أم معادلة للهمزة في (أتحاجوننا) بمعني أي الامرين تأتون : ألمحاجة في حكمة الله أم ادعاء اليهودية و النصرانية علي الانبياء ؟ و المراد بالاستفهام عنهما إنكارهما معا ، و أن تكون منقطعة بمعني : بل أتقولون ، و الهمزة للانكار أيضا ، و فيمن قرأ بالياء لا تكون إلا منقطعة (قل أأنتم أعلم أم الله ) يعني أن الله شهد لهم بملة الاسلام في قوله (ما كان إبراهيم يهوديا و لا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما) . (و من أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ) أي كتم شهادة الله التي عنده أنه شهد بها و هي شهادته لابراهيم بالحنيفية . و يحتمل معنيين : أحدهما أن أهل الكتاب لا أحد أظلم منهم ، لانهم كتموا هذه الشهادة و هم عالمون بها. و الثاني : أنا لو كتمنا هذه الشهادة لم يكن أحد أظلم منا فلا نكتمها . و فيه تعريض بكتمانهم شهادة الله لمحمد صلي الله عليه و سلم بالنبوة في كتبهم و سائر شهاداته . (و من ) في قوله (شهادة عنده من الله ) مثلها في قولك : هذه شهادة مني لفلان إذا شهدت له ، و مثله (براءة من الله و رسوله )

صفحه : 21
بزرگتر  کوچکتر  بدون ترجمه  انتخاب  فهرست  جستجو  صفحه بعد  صفحه قبل 
اگر این صفحه عملکرد مناسبی ندارد
از این لینک کمکی استفاده فرمایید .
 
قرآن  عثمان طه با کیفیت بالا صفحه 21
تصویر  انتخاب  فهرست  جستجو  صفحه بعد  صفحه قبل 
اگر این صفحه عملکرد مناسبی ندارد
از این لینک کمکی استفاده فرمایید .
 

135 - (بل ملة إبراهيم ) بل تكون ملة إبراهيم أي أهل ملته كقول عدي بن حاتم "إني من دين " يريد من أهل دين . و قيل : بل نتبع ملة إبراهيم . و قرئ: (ملة إبراهيم ) بالرفع ، أي ملته ملتنا، أو أمرنا ملته ، أو نحن ملته بمعني أهل ملته . و (حنيفا) حال من المضاف إليه ، كقولك : رأيت وجه هند قائمة. و الحنيف : المائل عن كل دين باطل إلي دين الحق . و الحنف : الميل في القدمين . و تحنف إذا مال . و أنشد: ولكنا خلقنا إذ خلقنا حنيفا ديننا عن كل دين (و ما كان من المشركين ) تعريض بأهل الكتاب و غيرهم لان كلا منهم يدعي اتباع إبراهيم وهو علي الشرك (قولوا) خطاب للمؤمنين . و يجوز أن يكون خطابا للكافرين ، أي قولوا لتكونوا علي الحق ، و إلا فأنتم علي الباطل و كذلك قوله (بل ملة إبراهيم ) يجوز أن يكون علي : بل اتبعوا أنتم ملة إبراهيم ، أو كونوا أهل ملته .

136 - و السبط: الحافد. و كان الحسن و الحسين سبطي رسول الله صلي الله عليه و سلم (و الاسباط) حفدة يعقوب ذراري أبنائه الاثني عشر (لا نفرق بين أحد منهم ) لا نؤمن ببعض و نكفر ببعض كما فعلت اليهود و النصاري . و (أحد) في معني الجماعة. و لذلك صح دخول (بين ) عليه

137 - (بمثل ما آمنتم به ) من باب التبكيت ، لان دين الحق و احد لا مثل له وهو دين الاسلام (و من يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه ) فلا يوجد إذا دين آخر يماثل دين الاسلام في كونه حقا، حتي إن آمنوا بذلك الدين المماثل له كانوا مهتدين ، فقيل : فإن آمنوا بكلمة الشك علي سبيل الفرض و التقدير، أي : فإن حصلوا دينا آخر مثل دينكم مساويا له في الصحة و السداد فقد اهتدوا. و فيه أن دينهم الذي هم عليه و كل دين سواه مغاير له غير مماثل ، لانه حق و هدي و ما سواه باطل و ضلال . و نحو هذا قولك للرجل الذي تشير عليه . هذا هو الرأي الصواب ، فإن كان عندك رأي أصوب منه فاعمل به ، و قد علمت أن لا أصوب من رأيك . ولكنك تريد تبكيت صاحبك ، و توقيفه علي أن ما رأيت لا رأي وراءه . و يجوز أن لا تكون الباء صلة و تكون باء الاستعانة، كقولك : كتبت بالقلم ، و عملت بالقدوم أي فإن دخلوا في الايمان بشهادة مثل شهادتكم التي آمنتم بها. و قرأ ابن عباس و ابن مسعود: بما آمنتم به ، و قرأ أبي : بالذي آمنتم به . (و إن تولوا) عما تقولون لهم و لم ينصفوا فما هم إلا (في شقاق ) أي في مناوأة و معاندة لا غير، و ليسوا من طلب الحق في شي ء. أو: و إن تولوا عن الشهادة و الدخول في الايمان بها (فسيكفيكهم الله ) ضمان من الله لاظهار رسول الله صلي الله عليه و سلم عليهم ، و قد أنجز و عده بقتل قريظة و سبيهم و إجلاء بني النضير. و معني السين أن ذلك كائن لا محالة و إن تأخر إلي حين (وهو السميع العليم ) و عيد لهم ، أي يسمع ما ينطقون به ، و يعلم ما يضمرون من الحسد و الغل وهو معاقبهم عليه . أو وعد لرسول الله صلي الله عليه و سلم بمعني : يسمع ما تدعو به و يعلم نيتك و ما تريده من إظهار دين الحق ، وهو مستجيب لك و موصلك إلي مرادك .

138 - (صبغة الله ) مصدر مؤكد منتصب علي قوله (آمنا بالله ) كما انتصب (وعد الله ) عما تقدمه ، وهي "فعلة" من صبغ ، كالجلسة من جلس ، وهي الحالة التي يقع عليها الصبغ و المعني : تطهير الله ، لان الايمان يطهر النفوس . و الاصل فيه أن النصاري كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه المعمودية، و يقولون : هو تطهير لهم ، و إذا فعل الواحد منهم بولده ذلك قال : الان صار نصرانيا حقا، فأمر المسلمون بأن يقولوا لهم : قولوا آمنا بالله ، و صبغنا الله بالايمان صبغة لا مثل صبغتنا، و طهرنا به تطهيرا لامثل تطهيرنا. أو يقول المسلمون . صبغنا الله بالايمان صبغته ولم نصبغ صبغتكم . و إنما جي ء بلفظ الصبغة علي طريقة المشاكلة، كما تقول لمن يغرس الاشجار: اغرس كما يغرس فلان ، تريد رجلا يصطنع الكرم (و من أحسن من الله صبغة) يعني أنه يصبغ عباده بالايمان ، و يطهرهم به من أوضار الكفر فلا صبغة أحسن من صبغته . و قوله (و نحن له عابدون ) عطف علي آمنا بالله . و هذا العطف يرد قول من زعم أن ( صبغة الله ) بدل من (ملة إبراهيم ) أو نصب علي الاغراء بمعني : عليكم صبغة الله ، لما فيه من فك النظم و إخراج الكلام عن التئامه و اتساقه ، و انتصابها علي أنها مصدر مؤكد هو الذي ذكره سيبويه ، و القول ما قالت حذام .

139 - قرأ زيد بن ثابت (أتحاجونا) بإدغام النون . و المعني : أتجادلوننا في شأن الله و اصطفائه النبي من العرب دونكم ، و تقولون : لو أنزل الله علي أحد لانزل علينا، و ترونكم أحق بالنبوة منا (وهو ربنا و ربكم ) نشترك جميعا في أننا عباده ، وهو ربنا، وهو يصيب برحمته و كرامته من يشاء من عباده ، هم فوضي في ذلك لا يختص به عجمي دون عربي إذا كان أهلا للكرامة (و لنا أعمالنا و لكم أعمالكم ) يعني أن العمل هو أساس الامر و به العبرة، و كما أن لكم أعمالا يعتبرها الله في إعطاء الكرامة و منعها فنحن كذلك . ثم قال (و نحن له مخلصون ) فجاء بما هو سبب الكرامة، أي و نحن له موحدون نخلصه بالايمان فلا تستبعدوا أن يؤهل أهل إخلاصه لكرامته بالنبوة، و كانوا يقولون : نحن أحق بأن تكون النبوة فينا، لانا أهل كتاب و العرب عبدة أو ثان

140 - (أم تقولون ) يحتمل فيمن قرأ بالتاء أن تكون أم معادلة للهمزة في (أتحاجوننا) بمعني أي الامرين تأتون : ألمحاجة في حكمة الله أم ادعاء اليهودية و النصرانية علي الانبياء ؟ و المراد بالاستفهام عنهما إنكارهما معا ، و أن تكون منقطعة بمعني : بل أتقولون ، و الهمزة للانكار أيضا ، و فيمن قرأ بالياء لا تكون إلا منقطعة (قل أأنتم أعلم أم الله ) يعني أن الله شهد لهم بملة الاسلام في قوله (ما كان إبراهيم يهوديا و لا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما) . (و من أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ) أي كتم شهادة الله التي عنده أنه شهد بها و هي شهادته لابراهيم بالحنيفية . و يحتمل معنيين : أحدهما أن أهل الكتاب لا أحد أظلم منهم ، لانهم كتموا هذه الشهادة و هم عالمون بها. و الثاني : أنا لو كتمنا هذه الشهادة لم يكن أحد أظلم منا فلا نكتمها . و فيه تعريض بكتمانهم شهادة الله لمحمد صلي الله عليه و سلم بالنبوة في كتبهم و سائر شهاداته . (و من ) في قوله (شهادة عنده من الله ) مثلها في قولك : هذه شهادة مني لفلان إذا شهدت له ، و مثله (براءة من الله و رسوله )

141 - (أم تقولون ) يحتمل فيمن قرأ بالتاء أن تكون أم معادلة للهمزة في (أتحاجوننا) بمعني أي الامرين تأتون : ألمحاجة في حكمة الله أم ادعاء اليهودية و النصرانية علي الانبياء ؟ و المراد بالاستفهام عنهما إنكارهما معا ، و أن تكون منقطعة بمعني : بل أتقولون ، و الهمزة للانكار أيضا ، و فيمن قرأ بالياء لا تكون إلا منقطعة (قل أأنتم أعلم أم الله ) يعني أن الله شهد لهم بملة الاسلام في قوله (ما كان إبراهيم يهوديا و لا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما) . (و من أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ) أي كتم شهادة الله التي عنده أنه شهد بها و هي شهادته لابراهيم بالحنيفية . و يحتمل معنيين : أحدهما أن أهل الكتاب لا أحد أظلم منهم ، لانهم كتموا هذه الشهادة و هم عالمون بها. و الثاني : أنا لو كتمنا هذه الشهادة لم يكن أحد أظلم منا فلا نكتمها . و فيه تعريض بكتمانهم شهادة الله لمحمد صلي الله عليه و سلم بالنبوة في كتبهم و سائر شهاداته . (و من ) في قوله (شهادة عنده من الله ) مثلها في قولك : هذه شهادة مني لفلان إذا شهدت له ، و مثله (براءة من الله و رسوله )

مشخصات :
قرآن تبيان- جزء 1 - حزب 2 - سوره بقره - صفحه 21
قرائت ترتیل سعد الغامدی-آيه اي-باکیفیت(MP3)
بصورت فونتی ، رسم الخط quran-simple-enhanced ، فونت قرآن طه
با اندازه فونت 25px
بصورت تصویری ، قرآن عثمان طه با کیفیت بالا

مشخصات ترجمه یا تفسیر :
تفسیر کشاف

انتخاب  فهرست  جستجو  صفحه بعد  صفحه قبل 
اگر این صفحه عملکرد مناسبی ندارد
از این لینک کمکی استفاده فرمایید .
 
خدمات تلفن همراه
مراجعه: 89,981,814